الصدمة لدى الأطفال

تقديم الدعم للأطفال الذين تعرضوا للصدمة خلال حياتهم

يواجه الاطفال الذين مرت عائلاتهم في ظروفٍ صعبةٍ أو صادمةٍ تحدياتٍ متعددةٍ. قد يجد هؤلاء الأطفال صعوباتٍ في فهم مشاعرهم وقد يظهرون ردود فعلٍ أو سلوكياتٍ تزيد من تعقيدات الحياة لديهم ولدى الأشخاص الذين يعيشون معهم. تشمل الصعوبات التي يمر بها هؤلاء الأطفال ما يلي

  • الشعور بالذعر والخوف حتى في الظروف الطبيعية الآمنة،
  • الشعور المزمن بالحزن الشديد وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة،
  • قلة النوم،
  • ضعف الشهية واضطرابٌ في عادات الاكل،
  • تحاشي الأشخاص والأنشطة الاجتماعية وعدم التحدث مع الناس،
  • الشعور بالخوف من الوحدة،
  • ايذاء النفس وفقدان القدرة على الشعور بالألم،
  • إيذاء الاخرين، الشعور بالغضب الدائم والرغبة في المشاجرة،
  • المعاناة من مشاكل صحيةٍ لا يمكن تحديد أسبابها او تفسيرها،
  • استعادة ذكريات الأحداث الصادمة بشكلٍ متكررٍ وذلك في محاولة فهمهما واستيعابها،
  • التأخر في بناء القدرات السلوكية أو الانتكاس إلى الوراء بعد أن تم بناؤها، مثل:
    • الذهاب الى الحمام
    •  التكلم
    •  الواجبات المدرسية

يمكن تقديم الكثير من المساعدات للأطفال الذين مروا بحالات الصدمة. تسهم هذه المساعدات في التوجيه نحو التعامل الصحيح مع الصعوبات التي يواجهها الأطفال من خلال تحدثهم مع متخصصين مثل الخبير النفسي، الباحث الاجتماعي، المعالج الوظيفي، او الطبيب. بالإضافة الى ذلك فإن ثمة الكثير من الأشياء التي يمكن للوالدين أو الأسرة القيام بها من أجل فهم أطفالهم ومعرفه طريقة المساعدة التي يمكن تقديمها في البيت.

نمو الدماغ لدى الأطفال

تنمو أدمغة الاطفال بشكلٍ سريعٍ جداً. وتتعلم هذه الأدمغة الكثير من المهارات التي نستخدمها نحن كبالغين من دون أن ندرك ذلك. ولكي تتم عمليه النمو لا يعتمد دماغ الاطفال على عوامل ماديةٍ مثل الطعام والنوم فحسب، ولكنه يحتاج أيضاً إلى عوامل نفسيةٍ وعاطفيةٍ مثل الشعور بالأمان، البعد عن المخاطر، وحرية اللعب. تشير الأبحاث الى أن النمو الدماغي يحدث عبر ثلاث مراحل:

  • تبدأ الأقسام السفلية من الدماغ بالتطور قبل الولادة وتستمر في النمو حتى العام الثاني من عمر الطفل. تساعدنا هذه الأقسام من الدماغ على استمرارية الحياة، الحركة واستخدام اجسادنا.
  • يتطور الجزء الأوسط من الدماغ بسرعةٍ ما بين عمر 1 الى 4 سنوات. يساعدنا هذا القسم من الدماغ على الشعور بالعواطف، التواصل مع الآخرين، والشعور باننا جزء من مجتمعٍ آمن.
  • تتطور الطبقة الخارجية من الدماغ بسرعةٍ بين العام الثالث والسادس. يساعد هذا الجزء من الدماغ في تعلم اللغة، بناء الأفكار المعقدة، اتخاذ القرارات ووضع الخطط.

تنمو أدمغة الأطفال مرةً أخرى بشكلٍ سريعٍ في فترة المراهقة وتبقى مرنةً قابلةً للتعلم طوال فترة حياتهم. يسهم العلاج وإنشاء العلاقات لاحقاً عبر حياة الاطفال في نمو أدمغتهم ويدعم عملية الشفاء من آثار الصدمات.

عندما يمر الاطفال في ظروفٍ صادمةٍ فإن ذلك يحرمهم من الحصول على العوامل المادية والعاطفية التي تضمن نمواً سليماً لأدمغتهم. يؤدي الحرمان من هذه العوامل إلى افتقار الأطفال لهذه المهارات المادية والعاطفية. قد ينتج عن مرورهم بهذه الظروف الصادمة أن يصبحوا معتادين على تكرار المواقف الخطيرة، وعليه لا تتعلم ادمغتهم كيف يمكن ان تهدأ بعد المرور بحالةٍ من التوتر. عندما يستاء أحد الاطفال من شيء معين يمكن أن يساعده الوالدان من خلال تهدئته جسدياً أولاً، ومن ثم التواصل معه عاطفياً قبل البدء بأي كلام. بعد ذلك بإمكانهم التفكير سوياً حول سبب شعور الطفل بالضيق وكيف كان سلوكه تجاهه.

تهدئة الجسم

التنفس الهادئ

تعتبر هذه طريقةً مفيدةً في تهدئة جسم الطفل عند شعوره بالاستياء الشديد.

  1. اجلس او استلق بشكلٍ مريحٍ،
  2. خذ شهيقاً من خلال الأنف (بإمكان أحد الوالدين العد لغاية الرقم ثلاثة)،
  3. أطلق الزفير من خلال الفم،
  4. كرر ذلك عشر مرات.

في حالة الاطفال الأصغر سناً، بإمكانك استخدام البالونات او الفقاعات لجعل هذا التمرين أكثر مرحاً. بإمكانك أيضاً الطلب من الأطفال أن يتخيلوا شكلاً ملوناً يستنشقونه والطلب إليهم أن يقولوا كلمةً مستحبةً بشكلٍ عالٍ عند الزفير.

التهدئة الحسية

تعتبر الحواس الخمس أدواتٍ جيدةً لتهدئة الطفل وتشتيت ذهنه عندما يكون مستاءً. يتم ذلك من خلال بناء رابطٍ بين الأطفال وبين أجسامهم. ثمة العديد من الالعاب والأنشطة التي تحفز الحواس بشكلٍ قويٍ وتساعد في نقل تركيز الدماغ من الأمر الذي يفكر فيه الطفل وتحويله الى التركيز على جسمه. من هذه الطرق التي يمكن أن تكون مناسبةً لبعض الاطفال:

  1. الأغطية الثقيلة،
  2. اللعب مع الحيوانات الأليفة،
  3. الدمى الكبيرة التي يمكن معانقتها بقوة،
  4. اللعب بالمعجون او الصلصال،
  5. أخذ حمامٍ دافئٍ،
  6. تناول مشروباتٍ باردةٍ او ساخنةٍ او كثيفة القوام،
  7. نكهاتٌ وروائح قويةٌ (مثل القهوة، البهارات، العطور)،
  8. سماع موسيقى صوتها عالي،
  9. العاب القفز (الترامبولين).

يوجد الكثير من الالعاب التي تم تصميمها لتحفيز الحواس بشكلٍ قويٍ مثل كرات الضغط المطاطية والأقراص الدوارة. لكن إذا لم تتمكن من الحصول على هذه الالعاب فإن المواد الطبيعيةً مثل الريش، الأصداف، وأوراق الشجر يمكن ان تكون بدائلَ نافعةً. إن الأطفال مختلفون بطبيعتهم، وما يمكن ان يستجيب له طفلٌ قد لا يستجيب له الاخر، ولكنهم في جميع الأعمار يمكن ان يستفيدوا من المساعدة من خلال استخدام حواسهم. تعتبر هذه الطرق أكثر فاعليةً عندما يتم استخدامها بشكل متكرر على نحو اسبوعيٍّ، وخلال الأوقات التي يكون فيها الطفل محاطاً بالأشخاص الذين يحبهم.

ومن خلال هذه الممارسة ، إذا أراد الطفل استخدام هذه الطرق تجاوز الشعور بالاستياء، فانه قد تعلم على ربط هذه الطرق مع ظروفٍ تولد لديه الشعور بالأمان.

التواصل مع المشاعر

 ما إن تتم تهدئة جسم الطفل فان بإمكان الوالدين مساعدته على فهم مشاعره ومساعدته في الشعور بأنه محبوبٌ، وذو قيمةٍ غاليةٍ لديهم. إن أفضل الطرق تتم عندما يقوم الوالدان بمحاولة شعور العواطف التي يشعر بها الطفل. في هذه الحالة لا يقتصر شعور الطفل على أن والديه يفهمانه وأنهما مستعدان لدعمه، بل يمكنه أن يشاهد كيف أن والديه يمكن أن يشعرا بهذه العواطف الصعبة ولا يزال بإمكانهما الخروج منها بشكلٍ قويٍ وهادئٍ.

خلال هذا الوقت، قد يستجب بعض الاطفال للعناق وأشكالٍ أخرى من الطمئنة الجسدية، بينما قد يستجيب بعضهم للكلمات المطمئنة بشكل أكثر. بالإضافة الى إخبار الطفل بانك تحبه، يمكن للعبارات التالية ان تكون مفيدة:

  1. أنت في أمانٍ هنا،
  2. أنت محاطٌ بأشخاصٍ يحبونك،
  3. نحن هنا لحمايتك والاعتناء بك،
  4. نحن أقوياء وبإمكاننا البقاء أقوياء معاً،
  5. لقد تغلبنا على أشياء صعبةٍ من قبل وبإمكاننا فعل ذلك مرةً أخرى.

 بالنسبة للأطفال الأكبر عمراً فإن بإمكانهم أن يختاروا عباراتهم الخاصة التي تساعدهم وأن يقوموا بتكرارها مع أنفسهم.

المصادر

  1. Calming the body before calming the mind: Sensory strategies for children affected by trauma, Australian Institute of Family Studies, 2020. Available from https://aifs.gov.au/resources/short-articles/calming-body-calming-mind-sensory-strategies-children-affected-trauma
  2. Perry BD. The Neurosequential Model: A developmentally-sensitive, neuroscience-informed approach to clinical problem solving. In J Mitchell, J Tucci, & E Tronick (Eds.), The handbook of therapeutic child care: evidence-informed Approaches to working with traumatized children in foster, relative and adoptive care (pp. 137–158). London: Jessica Kingsley Publishers; 2020
  3. Perry BD, Pollard RA, Blakley TL, Baker WL, & Vigilante D. Childhood trauma, the neurobiology of adaptation, and ‘use-dependent’ development of the brain: How ‘states’ become ‘traits’Infant Mental Health Journal, 16(4):271–291. 1995

Strategies to help your child after a traumatic event, Phoenix Australia, 2015. Available from https://www.phoenixaustralia.org/wp-content/uploads/2022/07/Phoenix-Child-Help-Strategies.pdf

Scroll to Top