العنف المنزلي

العنف المنزلي

مقدمة: ما هو العنف الأسري

إن العنف الأسري مشكلة منتشرة تؤثر على الناس من شتى الخلفيات والثقافات والمجتمعات. تحدث هذه المشكلة عندما يحاول أحد طرفي العلاقة السيطرة أو التحكم بالشخص الآخر باستخدام العنف أو التخويف أو التلاعب.

سيساعدك هذا المقال على فهم شكل العنف الأسري، التعرف على أشكاله المتعددة، وما يمكنك فعله لحماية نفسك أو مساعدة الآخرين.

من حقك التمتع بعلاقات صحية قائمة على الاحترام

إن لكل شخص الحق في أن يُعامل باحترامٍ في جميع علاقاته، سواء مع شريكه/ شريكته، أفراد أسرته أو أصدقائه. تبنى العلاقات الصحية على الاهتمام المتبادل، التفاهم، والمشاركة المتساوية في اتخاذ القرار. لا مكان للإساءة في علاقة صحية. ولا مكان في العلاقة المحترمة لشخصٍ يمارس السيطرة على الطرف الآخر عبر التخويف، التهديد، أو التلاعب.  

أنواع العنف الأسري

لا يقتصر العنف الأسري على الإساءة الجسدية، فقد يشمل أيضا التلاعب العاطفي، السيطرة على المال، الإساءة الجنسية أو الإساءة اللفظية. قد يتجلى العنف الأسري في واحد من الأشكال التالية:

  • الإساءة الجسدية: ويشمل ذلك أي أذىً جسدي، مثل الضرب، الصفع، الخنق، أو استخدام السلاح. غالبا ما تكون الإساءة الجسدية هي الأوضح للعيان إلا انها ليست الشكل الوحيد.
  • الإساءة الجنسية: وهي أي شكل من أشكال التواصل الجنسي غير المتوافق عليه بين الطرفين، سواءٌ تم في إطار الزواج أو خارجه. يشمل ذلك الاغتصاب، أو اللمس غير المتراضى عليه أو اجبار شخص على القيام بنشاط جنسي مع عدم موافقته.
  • الاستغلال النفسي والعاطفي: يشمل هذا النوع من الاستغلال سلوكيات مثل الإساءة اللفظية، الانتقاد المستمر، الإهانة، وعزل الضحية عن الأهل والأصدقاء. قد يشمل ذلك أيضاً التلاعب بسلوك شخص ما من خلال التهديد، المراقبة، أو التحكم بأنشطته اليومية، مثل تحديد الأشخاص الذين يمكنه التحدث معهم، أين يمكنه الذهاب، أو ما الذي يمكنه ارتداؤه.
  • الإساءة المالية: وتحدث عندما يسيطر أحد الشريكين على مصادر الدخل، ويقوم بحرمان الآخر من الوصول إلى المال، العمل أو اتخاذ قرارات مالية بشكل مستقل. يولد هذا النوع من الاستغلال شعوراً لدى الضحايا بأنهم عالقون وغير قادرين على الهروب من هذا الموقف.
  • العنف الديني والروحاني: يحصل هذا النوع من الإساءة عندما يستخدم الشخص الدين، أو المعتقدات الروحانية للتلاعب، أو التحكم أو إيقاع الأذى بالشخص الآخر.
  • الإهمال: ويحدث هذا النوع من الإساءة عند الفشل في تقديم العناية المطلوبة، الدعم، أو المساعدة للآخرين، بمن في ذلك الأطفال أو كبار السن. وبخلاف أنواع أخرى من الإساءة التي تتسم بالعدائية أو القيام بفعل معين، يتسم الإهمال بغياب الفعل المطلوب أو بترك الشخص الآخر.

من هم الأشخاص الذين يمكن أن يرتكبوا العنف الأسري؟

يمكن أن يقوم بارتكاب العنف الأسري، أو ما يسمى عنف الشركاء أي شخص في أسرتك أو في دائرة معارفك المقربة. يشمل ذلك:

  • الزوج أو الشريك (سواءٌ الحالي أو السابق)
  • الإخوة، أبناء العمومة والخؤولة، أو غيرهم من الاقرباء الذين تسكن معهم
  • الأبناء البالغون
  • الوالدان أو والدا الشريك
  • كبار السن من الاقرباء كالأجداد، الأعمام، الأخوال، العمات أو الخالات

من المهم إدراك أن العنف المنزلي لا يقتصر على العلاقات بين الجنسين، فهو يحدث أيضا في العلاقات ما بين أفراد الجنس ذاته وضمن الأشكال الأسرية المختلفة. يؤثر العنف المنزلي أيضا على الافراد من كل الفئات العمرية بدءً من اليافعين وحتى كبار السن.

انتشار العنف الأسري

يعتبر العنف الأسري مشكلةً صحيةً رئيسيةً على النطاق العالمي. فبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) فقد عانت واحدةٌ من كل ثلاث نساء (أي بما نسبته 30%) خلال حياتهن من أحد أشكال العنف الذي يقترفه الشريك، سواءٌ العنف الجسدي أو الجنسي. إن هذه الأرقام تزداد في بعض المناطق لأسبابٍ ثقافيةٍ أو اجتماعيةٍ حيث يتم تقبل السلوك المسيء بتغاضٍ أو حتى على أنه أمرٌ طبيعي.

غالباً ما لا يتم تسجيل حالات العنف الأسري احصائيا وذلك تحاشياً للوسم الاجتماعي، أو الخوف من الانتقام أو غياب الحماية القانونية للضحايا. وبرغم ضعف التقييد الاحصائي، تشير الدراسات والإحصاءات إلى ان مشكلة العنف الأسري لا تزال رئيسيةً حيث يعاني الكثير من النساء من الإساءة الجسدية والعاطفية على يد شركائهن أو على يد أحدٍ من أفراد أسرتهن.

التداعيات القانونية والدعم المقدم في أستراليا

يعتبر العنف الأسري في دولةٍ مثل أستراليا جريمةً خطيرةً، وتوجد مجموعة من القوانين لحماية ضحاياها. قد يواجه مرتكبو هذه الجريمة عقوباتٍ مثل إصدار أوامر تقييدٍ قضائيةٍ، فرض الغرامات، أو الحبس. يتمتع ضحايا العنف الأسري بالحماية القانونية، مثل تأمين الإقامة في مراكز إيواء، توفير الخدمات الاستشارية وخدمات الدعم المالي.  

من المهم جدً طلب المساعدة إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفينه ضحيةً للعنف الأسري. تؤمن الحكومة خطوط اتصالٍ ساخنةً، مراكز إيواء، وخدماتٍ قانونيةٍ من أجل دعم الضحايا وإرشادهم إلى طريق الأمان. أصبحت العديد من الدول حاليا مدركةً لأهمية تقديم الدعم المتكامل لضحايا الإساءة، بما يضمن مساعدتهم على إعادة بناء حياةٍ خاليةٍ من العنف.

تم الحصول على معلومات هذه الصفحات من المصادر التالية:

1800 RESPECT, Victorian Centres Against Sexual Assault


العنف الجسدي

يعد العنف الجسدي أكثر أنواع العنف الأسري وضوحاً للعيان وقابليةً للتعرف. يشمل هذا النوع من العنف استخدام القوة الجسدية لإيذاء أو تخويف الشخص الآخر. قد يقع هذا النوع من العنف على أي شخص وبغض النظر عن عمره، جنسه أو خلفيته وهو سلوك غير مقبول إطلاقاً في أية علاقةٍ.

تشمل بعض أنواع العنف الجسدي ما يلي:

  • الضرب، اللطم، أو اللكم: وهذه أشكال دارجة من العنف الجسدي يضرب فيها الشخص المعتدي ضحيته باليد أو بقبضة اليد.
  • الركل أو الدفع: وهو دفع شخص ما أو ركله بهدف إيذائه أو تخويفه.
  • الخنق أو التسبب بالاختناق: وهو قطع التنفس عن الشخص من خلال وضع اليد حول الرقبة، ويعد ممارسةً شديدة الخطورة ويمكن حتى ان تهدد حياة الشخص.
  • رمي الأجسام الصلبة: قد يقوم المعتدي برمي الأجسام الصلبة مثل الصحون، القوارير، أو أية أجسامٍ أخرى تجاه الضحية بهدف تخويفها أو ايذائها.
  • استعمال الأسلحة: ويشمل ذلك التهديد أو المهاجمة باستعمال السكاكين، المسدسات أو أية أجسامٍ تشكل خطورة ًعلى الضحية. إن مجرد التهديد باستخدام السلاح يعتبر نوعا من الأذى الجسدي.  
  • تقييد الشخص أو تثبيته: وهو إجبار شخصٍ على البقاء في مكانٍ واحدٍ بخلاف رغبته، سواءٌ باستعمال القوة الجسدية أو باستخدام أدواتٍ كالحبال.
  •  إجبار الشخص على المغادرة أو حرمانه منها: مثل طرد شخص باستخدام القوة إلى خارج المنزل أو إقفال الأبواب لمنعه من الهروب.
  • العض، الخدش أو شد الشعر: وهي أشكال أخرى من الأذى الجسدي تستخدم لإخافة أو إيذاء الضحية.   

آثار العنف الجسدي

غالبا ما يترك العنف الجسدي آثاراً واضحةً للعيان، مثل الكدمات، الجروح، أو الكسور، إلا أن تأثير هذا النوع من العنف قد يمتد ليتجاوز الأذى الجسدي. قد تشعر الضحايا بالخوف، الإهانة والعجز خصوصاً إذا حدث العنف بشكل متكرر. قد يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى مشاكل عاطفيةٍ و نفسيةٍ أكثر خطورةً كالاكتئاب، القلق، أو خلل توتر ما بعد الصدمة (PTSD) . قد يلوم بعض الضحايا أنفسهم على وقوع هذا العنف وقد يستمرون في العلاقة مع الجاني بسبب الخوف أو الحب أو بسبب اعتقادهم بأن السلوك العنيف سوف يتوقف.

من المهم ان نفهم أن لا أحد يستحق الإساءة، وان المسؤولية عن الإساءة تقع دائماً على عاتق الجاني.

لماذا يقع العنف الجسدي

هناك العديد من الأسباب التي تجعل شخصاً ما يلجأ للعنف، لكنها دائما تتعلق بالقوة والسيطرة. غالباً ما يريد المسيء أن يسيطر على الضحية، بجعلها تشعر بالخوف أو العجز. يقوم المسيء أحياناً بالاعتذار وتقديم الوعد بعدم حدوث الإساءة في المستقبل، لكن من المرجح أن تستمر حلقة العنف إذا لم يسع المسيء لتلقي المساعدة.

يجب أيضا أن ندرك أن العنف الجسدي قد يتفاقم مع مرور الوقت. إن ما يمكن أن يبدأ على شكل دفعةٍ بسيطةٍ أو لطمةٍ للوجه يمكن أن ينتهي إلى أفعالٍ تهدد حياة الضحية مالم يتم وضع حدٍّ للإساءة.

فيديو: Break the cycle of family violence (باسكيفا براود)

العنف الجنسي

يقع العنف الجنسي عندما يجبر الشخص على ممارسة أي نشاطٍ جنسيٍّ من دون موافقته. وهو نوع من الإساءة التي يكون مؤذياً جدا من الناحية النفسية والعاطفية. قد يحدث العنف الجنسيُّ لأي شخصٍ بغضِّ النظر عن عمره أو جنسه وهو أمر ٌغير مقبولٍ في أية علاقة.

من الأمثلة على العنف الجنسي:

  • التلامس الجنسي غير الموافق عليه: ويحدث عندما يقوم شخصٌ ما بلمس الآخر بطريقةٍ جنسيةٍ من دون حصول الموافقة. قد يشمل ذلك التقبيل، اللمس، الإمساك بأماكن الشخص الحساسة من دون موافقته.
  • الإجبار على ممارسة الجنس: ويعرف ذلك بالاغتصاب. إن اجبار شخصٍ ما على ممارسة الجنس بدون موافقةٍ يعتبر جريمة خطيرةً حتى وان كان الطرفان متزوجين أو في علاقةٍ جدية.  ليس لأحدٍ الحق في إجبار الآخر على القيام بأي نشاطٍ جنسيٍّ بدون موافقته.
  • إجبار شخصٍ ما على الانخراط في نشاطٍ جنسي: لا يقتصر العنف الجنسي على الاغتصاب، بل يشمل أيضاً الإجبار أو الضغط على شخصٍ ما لممارسة عملٍ جنسيٍ لا يرتاح له ويشمل ذلك عرض الأفلام الإباحية بدون رضى ذلك الشخص.
  • التعليق أو القاء النكات غير اللائقة: ان التحرش الجنسي لفظياً يعتبر نوعاً من العنف الجنسي، ويشمل القاء النكات الجنسية، التعليقات، أو الايحاءات التي تجعل الشخص الآخر غير مرتاح. قد تخلق هذه السلوكيات بيئةً من العدائية والأذى النفسي، حتى لو لم يصاحب ذلك أي اتصالٍ جسدي.
  • الإجبار على امتهان العمل الجنسي: ويحدث ذلك عندما يتم إجبار شخصٍ ما أو تهديده من أجل العمل في البغاء أو أي عمل متعلق بالجنس من دون موافقته. يعتبر هذا الفعل انتهاكاً خطيراً لحقوق الشخص ويمكن أن تترتب عليه عواقب نفسيةٌ أو جسديةٌ وخيمةٌ.   
  • التمييز المبني على ميول الشخص الجنسية: يشمل العنف الجنسي أيضاً إساءة المعاملة أو التمييز ضد شخص بسبب ميوله الجنسية. قد يشمل ذلك السخرية من شخص ما لكونه مثليا، ثنائي الميول أو صاحب أي هويةٍ جنسيةٍ مختلفةٍ، أو ممارسة الضغط على ذلك الشخص لتغيير هويته الجنسية.
  • حرمان شخصٍ ما من حقه في هويته الجنسية: إن لكل شخصٍ الحق في تحديده هويته الجنسية والتعبير عنها. إن العنف الجنسي يشمل إجبار شخصٍ على إخفاء هويته الجنسية أو إنكاره لها أو حرمانه من الحق في التحدث عنها بحريةٍ.
  • تعريض شخصٍ بشكلٍ متعمدٍ لمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) أو أي مرضٍ منقولٍ عبر التواصل الجنسي: يعد القيام بنقل عدوى لمرضٍ من الامراض الجنسية بشكل متعمدٍ إلى شخصٍ ما دون علمه أو موافقته نوعاً من العنف الجنسي وهو يعرض صحة الضحية أو حتى حياته لخطر جسيم.

آثار العنف الجنسي

  • قد يتسبب العنف الجنسي بأذىً عاطفيٍ وجسديٍ عميقٍ. قد يعاني الضحايا من إصاباتٍ جسديةٍ، أمراضٍ منقولةٍ جنسيا، أو حالات حملٍ غير مرغوبٍ بها. أما على الجانب العاطفي، فإن الضحايا غالبا ما يشعرون بالعار، الذنب، الخوف، أو حتى الشعور بلوم الذات، إلا أن اللوم بطبيعة الحال يقع على عاتق المعتدي. تشمل الآثار المزمنة الاكتئاب، القلق، اضطراب توتر ما بعد الصدمة PTSD وصعوبةٍ منح الثقة للآخرين.
  • يجب الفهم ان التراضي هو المفتاح لأية علاقةٍ جنسيةٍ. ان التراضي يعني ان طرفي العلاقة يوافقان وبشكلٍ حرٍّ على ما سيتم القيام به. إذا أجاب أحد طرفي العلاقة ب “لا”، أو إذا تم إجباره/ إجبارها، أو إذا لم يكن/ تكن قادراً على إعطاء الموافقة (كأن يكون تحت تأثير الكحول أو المخدرات على سبيل المثال) فإن أي استمرارٍ في العلاقة يعتبر عنفاً جنسياً.
  • Sexual Assault Crisis Line
  • 1800 RESPECThttps://youtu.be/WSConSQA2Dk

العنف النفسي

يعرف العنف النفسي أيضاً بأنه الإساءة العاطفية أو العقلية ويشتمل على سلوكياتٍ تسبب الأذى للحالة العاطفية أو الصحة العقلية للشخص. وبخلاف العنف الجسدي، فان الإساءة النفسية لا تترك آثارا مرئية للعيان لكن تأثيرها المدمر قد يكون بنفس الحجم. يستخدم المسيء الكلمات، التهديدات، أو يقوم بالتلاعب من اجل السيطرة أو التخويف أو ايذاء الضحية عاطفيا.

بعض الأمثلة على العنف النفسي

  • الإهانة والانتقاد المستمر: قد يقوم المسيء بالتقليل من شأن الضحية بشكلٍ متكرِّرٍ، أو جعلها تشعر بانها عديمة القيمة، أو القيام بإهانة ذكائها، أو مظهرها، أو قدراتها. قد يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى هدم احترام الضحية لذاتها وتدمير ثقتها بالنفس.
  • التهديد والتخويف: قد يقوم المسيء بتهديد أو ايذاء الضحية أو الأشخاص الذين يحبهم أو حتى ايذاء أنفسهم (التهديد بالانتحار على سبيل المثال) وذلك من اجل الاستمرار في التحكم بالضحية. قد تكون هذه التهديدات متعلقة بالإيذاء الجسدي، انتزاع الأطفال، أو تدمير سمعة الضحية.
  • العزل: يقوم مرتكب الإساءة النفسية عادة بمحاولة عزل الضحية عن اصدقائها، عائلتها، أو معارفها الذين يوفرون الاستقرار النفسي لها. قد يقوم المسيء بمحاولة تقييد الأماكن التي تتوجه إليها الضحية، وتحديد الأشخاص الذين تلتقي بهم، أو حتى منع الضحية من الحصول على الهاتف أو الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي. يكون الهدف من هذا السلوك أن تشعر الضحية بالوحدة وأن يتعزز لديها الشعور بالاعتماد على المسيء.
  • التلاعب بالأفكار: ويتم ذلك عندما يقوم المسيء بالتلاعب بالضحية وجعلها تشك في أفكارها، مشاعرها أو ذكرياتها. ومن الأمثلة على ذلك ان يقوم المسيء بإنكار حادثةٍ قد وقعت فعلاً، اتهام الضحية بانها حساسةٌ جداً، أو جعلها تشعر بانها توشك على فقدان عقلها.  قد يولد هذا الأسلوب الكثير من الاضطراب والأذى العاطفي.
  • الغيرة وحب التملك: قد يستخدم المسيء الغيرة المفرطة بهدف السيطرة على سلوك الضحية. يمكن أيضا ان يقوم باتهامها بالخيانة أو حجب الثقة عنها من دون اي مبررات. يؤدي هذا السلوك غالباً إلى تتبُّعٍ ومراقبةٍ دائمةٍ للأنشطة اليومية التي تقوم بها الضحية.
  • التشهير والإشعار بالذنب: قد يستخدم المسيء الذنب للتلاعب بالضحية من خلال جعلها تشعر بالمسؤولية عن تعاسته أو أنها السبب وراء المشاكل التي يعاني منها. قد يستخدم المسيء عبارات مثل “إذا كنت تحبني حقا فإنك كنت سوف.. “أو ان يقوم بلوم الضحية على أنها السبب الحقيقي وراء قيامه بهذه الإساءة.
  • التلاعب العاطفي: ويشمل ذلك استخدام العواطف للتحكم أو التلاعب بالضحية. ومثال ذلك أن يوقع المسيء الضحية في الارتباك من خلال اظهار الود والتعاطف أحياناً والغضب أحياناً أخرى، أو لعب دور الضحية من اجل الحصول على التعاطف وتجنب المسؤولية عن الإساءة التي اقترفها.

تأثير العنف النفسي

قد يسبب العنف النفسي جروحا عاطفية عميقة. قد يؤدي هذا النوع من العنف إلى شعور الضحية بالتوتر، الاكتئاب، أو فقدان القيمة. قد تعاني ايضا من الشعور بالذنب، العار، أو الارتباك، وحتى انها قد تصل إلى مرحلةٍ تبدأ فيها بالشعور بانها تستحق هذا الإساءة. قد يسبب العنف النفسي تدهور الصحة العقلية للشخص مع مرور الزمن، مما يؤدي إلى مشاكل مزمنة مثل اضطرابات التوتر، الاكتئاب، أو اضطراب توتر ما بعد الصدمة (PTSD)  .

https://youtu.be/1QN-_RyAxBs

العنف المالي

 ويعرف ايضا بالاستغلال الاقتصادي، وهو يحدث عندما يقوم شخص بالسيطرة أو التلاعب بموارد الشخص الآخر المالية دون الحصول على موافقته. يؤدي هذا النوع من الاستغلال إلى شعور الضحية بانها عالقة ومسلوبة القوة، حيث انه يحد من استقلالية الضحية وقابليتها على اتخاذ القرارات بنفسها. قد يحدث العنف المالي في اي نوعٍ من العلاقات بما في ذلك الزواج، الشراكة أو العلاقات الأسرية. تشمل بعض الأمثلة على العنف المالي ما يلي:

  • منع الحصول على التعليم: قد يمنع المستغل حصول شريكه أو فرد من اسرته على التعليم أو دخول المدرسة. يحد ذلك من استقلاليتهم وفرصهم في الحصول على العمل مما يجعل من الصعوبة بمكان الافلات من هذا الموقف الاستغلالي.
  • التحكم بخيارات العمل: قد يقوم المستغل بتحديد الخيارات التي يمكن للضحية العمل فيها أو حتى عدم السماح لها بالعمل على الاطلاق. يمكن لهذا النوع من التحكم ان يحد من قدرة الضحية على كسب الاموال وتحقيق الاستقلالية المالية.
  • الاستخدام غير القانوني لممتلكات أو أموال الضحية: ويشمل ذلك اخذ نقود شخص دون موافقته، استخدام البطاقات البنكية الخاصة به، أو القيام بصرف مدخراته بدون علمه. يعتبر هذا النوع من السرقة اعتداء على الاستقلال الذاتي وانتهاكاً للثقة.
  • تزوير التواقيع/ الامضاءات: قد يقوم المستغل بتزوير توقيع الضحية على أحد الوثائق مثل طلبات الحصول على القروض أو العقود المالية من اجل الحصول على موارد الضحية المالية، أو الحصول على قرض ماليٍّ باسم الضحية من دون موافقتها.
  • فتح وتفقد البريد من دون الحصول على الموافقة: ويشمل ذلك قراءة بريد الضحية الذي تتعلق بالإقرارات المالية أو مراسلتها الشخصية. ويشكل ذلك اختراقا للخصوصية ويمكن ان يؤدي إلى المزيد من السيطرة المالية على الضحية.
  • تدمير الممتلكات الشخصية: قد يقوم المستغل عمداً بالإضرار بممتلكات الضحية أو تدميرها، ومثال ذلك الإضرار بملابس الضحية أو ممتلكاتها الشخصية أو حتى وثائق مهمةٍ تخصها من أجل ترسيخ الشعور بالسيطرة، والتلاعب بالضحية عاطفياً ومالياً.
  • منع الضحية من الدخول إلى حساباتها البنكية: قد يقوم المستغل بمنع الضحية من الدخول إلى الحسابات البنكية المشتركة أو الشخصية مما يترك الضحية بدون مال كافٍ لتغطيه احتياجاتها الأساسية. يسلب هذا النوع من التحكم من الضحية القدرة على الخروج من هذه العلاقة الاستغلالية.
  • الإجبار على الشراء أو تقديم الهدايا المالية: قد يضغط المستغل على الضحية من أجل شراء موادّ أو هدايا باستخدام اموالها الخاصة مما يجرد الضحية من استقلاليتها المالية بشكلٍ أكثر.

آثار العنف المالي

 قد يسبب العنف المالي آثاراً خطيرةً ومزمنةً على الضحية. قد يؤدي هذا العنف إلى فقدان الأمان المالي مما يجعل من الصعب الحصول على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، المأوى، أو الرعاية الصحية. قد يشعر بعض الضحايا انهم عالقون في علاقاتهم بسبب وضعهم المالي مما يجعلهم غير قادرين على ترك هذه العلاقة بسبب عدم امتلاكهم للموارد الكافية. قد يسبب الاستغلال المالي مع الوقت زيادةٍ في التوتر والقلق مما يؤثر على الصحة العقلية العامة. من المهم إدراك ان العنف المالي هو شكل من انواع الإساءة الذي يوازي في آثاره المدمرة العنف العاطفي والعنف الجسدي.

العنف الديني والعقائدي

 يحدث العنف الروحاني والديني عندما يستغل أحد الأشخاص المعتقدات الروحية والدينية لدى الشخص الآخر من أجل السيطرة أو التلاعب أو الايذاء. قد يؤثر هذا النوع من الإيذاء بشكل عميق على شعور الشخص بهويته وارتباطه مع معتقداته الدينية والروحية. قد يحدث هذا النوع من الإيذاء ضمن أية علاقةٍ يكون فيها الشخص ذو سلطةٍ على الضحية، بما في ذلك ضمن الأسرة أو ضمن علاقة الصداقة أو علاقة شراكةٍ حميمة.

فيما يلي بعض الأمثلة على العنف الديني والعاطفي:

  • استخدام الدين لتبرير العنف: قد يسيء المستغلون في بعض الأحيان تأويل بعض النصوص الدينية أو يقومون بالتلاعب بها من اجل تبرير سلوكهم الاستغلالي. وقد يبررون أفعالهم من خلال تأويلهم للدين مستخدمين الروحانية كسلاح ضد الضحية. في مجتمع يتحدث باللغة العربية، قد يشمل ذلك استخدام الدين كسلاحٍ من أجل الاستغلال، مثل أن يقوم الشخص بتبرير اغتصاب الزوجة باعتبار أن المرأة لا يحق لها ان ترفض ممارسة الجنس مع زوجها، أو القيام بالسيطرة على تحركات المرأة بالادعاء بانها لا ينبغي لها أن تغادر البيت من دون موافقة زوجها.
  • تقييد الممارسات الروحانية: قد يقوم المستغل بمنع الضحية من اتباع التقاليد الدينية والروحية المفضلة لديها. يشمل ذلك منع الضحية من حضور القداس الديني، ممارسة الدين في المنزل، أو منعها من ممارسه الشعائر التي تعد مهمةً بالنسبة لها.
  • الإجبار على ممارسة الشعائر أو المعتقدات: يحدث ذلك عندما يقوم شخص ما بإجبار شخص آخر على تبني معتقداتٍ أو ممارسة طقوسٍ تخالف تلك التي يؤمن بها. مثال ذلك أن يقوم الشخص المستغل بالإلحاح على شريكه بتغيير دينه أو ممارسة طقوسٍ محددةٍ لا يوافق الشريك عليها ولا يشعر بالراحة تجاه ممارستها.
  • السخرية وازدراء المعتقدات: قد يقوم المسيء بالسخرية أو التقليل من شأن تقاليد، معتقدات، أو ممارسات الضحية. يشمل ذلك التهكم على عاداتها الدينية، انتقاد معتقداتها أو تجاهل تجربةٍ روحيةٍ مرت بها مما يؤدي إلى الشعور بالعار والانعزال.
  • التشهير بالخيارات الروحانية: قد يقوم المسيء بالتشهير بالضحية أو إشعارها بالذنب بناءً على الخيارات الروحانية التي اتخذتها مما يخلق لديها الشعور بعدم القبول. ومثال ذلك أن يقول المسيء بأن الضحية ليست مؤمنةً حقيقيةً وأنها تخذل دينها بسبب اتخاذها الخيار بعدم ممارسه طقوسٍ معينةٍ.

تأثير العنف الروحاني أو الديني

 قد يؤثر العنف الروحاني أو الديني على جودة حياة المرء من الجانب العاطفي والنفسي بشكلٍ كبيرٍ. قد يؤدي هذا العنف إلى تنامي مشاعر الارتباك، العزلة، وفقدان الإيمان. وقد يعاني الضحايا من مشكلة إدراك الهوية، ويتولد لديهم الشك في معتقداتهم وفي قيمتهم الشخصية. قد يعطل هذا النوع من العنف تواصل الضحية مع المجتمع ومع شبكات تقديم الدعم مما يجعلها في وضعٍ يصعب فيه الوصول إلى المساعدة. إن الجروح التي يولدها العنف الروحاني والديني يمكن أن تستمر فترةً طويلةً بعد انتهاء الإساءة مما يؤثر على قدرة الشخص على بناء الثقة في الآخرين والشعور بالسلام في حياته الروحانية. من المهم الاعتراف بان لكل منا الحق في معتقداته وممارساته من دون الشعور بالخوف من التلاعب أو التحكم.

الإهمال

 يقع الاهمال عندما يفشل الشخص الذي يتحمل مسؤولية العناية بشخصٍ آخر في تقديم الدعم والمساعدة المطلوبة منه. قد يحدث ذلك في أوساطٍ مختلفةٍ كأن يقع ضمن العائلة، المؤسسة، أو في علاقةٍ قائمةٍ على تقديم الرعاية. يمكن للإهمال أن يؤثر على أي شخصٍ، لكنه مؤذٍ بشكلٍ خاصٍ للأطفال، كبار السن، والأشخاص الذين لديهم إعاقةٌ ممن يعتمدون في العناية بأنفسهم على شخصٍ آخر.

تشمل بعض أشكال الإهمال ما يلي:

  • الفشل في الاستجابة للمتطلبات الأساسية. ومن ذلك عدم تقديم الاحتياجات الأساسية لضمان حياةٍ مرفهة للأشخاص ويشمل ذلك:
    • الطعام والشراب: ان عدم تقديم المياه النظيفة أو الأطعمة المغذية بشكل كافٍ قد يؤدي إلى الجوع والجفاف.
    • المأوى: ان الفشل في تقديم مكانٍ آمنٍ ومحميٍّ للسكن قد يترك الشخص عرضةً لأخطارٍ مثل التعرض لظروف جوية شديدةٍ أو البقاء في ظروفٍ معيشيةٍ غير آمنة.
    • الملابس والأغطية النظيفة: إن عدم التأكد من حصول الشخص على ملابس واغطيه نظيفة قد يؤثر على صحة ذلك الشخص وراحته.
    • العلاقات الاجتماعية: إن عزل شخصٍ ما عن محيطه من الاصدقاء والعائلة، أو عدم السماح له بالانخراط في أنشطةٍ اجتماعيةٍ قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والألم العاطفي.
  • ترك الشخص الذي يحتاج المساعدة: ويحدث ذلك في الحالات الطارئة وغير الطارئة. فمثلاً إذا ترك مقدم الرعاية الشخص الذي يحتاج المساعدة وحده خلال حالةٍ طارئةٍ فإن ذلك قد يعرضه للخطر الشديد. في الحالات غير الطارئة يعتبر الفشل في تفقد شخصٍ يحتاج المساعدة سبباً يولد عنده الشعور بالتخلي والهجر.
  • الإهمال الطبي ويشمل ذلك الفشل في تقديم المساعدة الطبية أو الدعم الذي يؤدي إلى حدوث نتائج وخيمه تؤثر على صحة الفرد ومن ذلك:
    • إهمال متطلبات التغذية الخاصة: قد يكون لدى بعض الأشخاص احتياجاتٌ خاصةٌ تتعلق بالتغذية بسبب إصابتهم بحالةٍ طبيةٍ معينة، ويمكن أن يؤدي إهمال هذه الاحتياجات إلى الإضرار بصحتهم.
    • عدم إعطاء الدواء المطلوب: إذا فشل مقدم الرعاية في إعطاء الأدوية الموصوفة للشخص فان ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمةٍ على صحة ذلك الشخص.
    • عدم الإلمام بالآثار الجانبية المحتملة للأدوية: يشمل الإهمال أيضاً قلة الإلمام بالأعراض الجانبية التي قد تسببها الأدوية مما قد يؤدي إلى ايقاع الأذى أو تكدير راحة الشخص، وهي أمورٌ يمكن تجنبها.

أثر الإهمال

يمكن أن يؤثر الإهمال بشكلٍ كبيرٍ وممتد على صحة المرء الجسدية والعاطفية والعقلية. إن غياب الدعم والعناية المناسبين تعرض الأشخاص إلى سوء التغذية، المشاكل الصحية، الأذى العاطفي، وتتسبب في تدنٍ عام في رفاهيتهم الحياتية. قد يواجه الاطفال الذين تعرضوا للإهمال إلى تأخّرٍ في التطور والنمو، الصعوبة في بناء علاقاتٍ صحيةٍ، وتحدياتٍ في المدرسة. بالنسبة للبالغين وخصوصاً أولئك المتقدمين في العمر، يمكن للإهمال ان يؤدي إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالأمراض، والاصابات، وحتى الوفاة. من الضروري الاعتراف بان الإهمال هو ضربٌ من ضروب الإساءة وأن كل شخصٍ يستحق الحصول على احتياجاته الأساسية، وتلقي العناية والدعم الذين يحتاجهما.

الإساءة السيبرانية في سياق العنف الأسري

ان الإساءة السيبرانية والتي تعرف ايضا بالإساءة الرقمية أو الإساءة الممكنة من خلال التكنولوجيا هي نوعٌ من العنف الأسري المتزايد بشكلٍ كبيرٍ. يشمل هذا النوع من الإساءة استخدام التكنولوجيا مثل الهواتف الذكية، وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الرقمية بهدف التحرش، السيطرة، التخويف، أو تتبع الشريك أو الشريك السابق. يمكن للإساءة السيبرانية ان تكون ذات أثرٍ مدمرٍ يوازي العنف الجسدي، ويصاحبها نتائج عاطفيةُ ونفسيةُ كبيرةُ تقع على الضحية.

أشكال الإساءة السيبرانية

  • التحرش والملاحقة: يمكن ان يستخدم المسيئون وسائل التواصل الاجتماعي، تطبيقات الرسائل، أو أي منصاتٍ على الإنترنت من أجل مراقبة أنشطة ضحاياهم أو السيطرة عليهم. يشمل ذلك تكرار التواصل غير المرغوب من خلال الرسائل النصية، البريد الالكتروني، أو مكالمات الهاتف. قد تمتد ممارسات التتبع والملاحقة إلى حد استخدام نظامGPS  أو تطبيقات مشاركة الموقع من أجل تتبع تحركات الضحية.
  • التهديد والتخويف: قد يرسل المعتدون تهديداتٍ عبر رسائل نصيةٍ أو بريدٍ إلكترونيٍ من أجل تخويف شركائهم، أو استخدام المنصات عبر الانترنت من أجل بث معلوماتٍ محرجةٍ أو مسيئةٍ للضحية. قد يقوم المسيء أيضاً بالتهديد بإيذاء الضحية مما يخلق جواً من الترهيب والسيطرة.
  • انتحال الشخصية والإساءة المبنية على الصور: قد يقوم المسيء بانتحال شخصية الضحية باستخدام حساباتٍ وهميةٍ على منصات التواصل الاجتماعي، أو عبر الدخول إلى حسابات الضحايا من أجل القيام بنشر محتوياتٍ ضارة. إن الإساءة المبنية على الصور، مثل نشر أو التهديد بنشر صورٍ ذات طابعٍ حميميٍ بدون موافقه الضحية قد تسبب أذىً عميقاً على الصحة العقلية للضحية وتأثيراً على حياتها الاجتماعية.
  • السيطرة المالية: قد تشمل الإساءة السيبرانية أيضاً السيطرة المالية حيث يقوم المسيء باستخدام التكنولوجيا للمراقبة أو السيطرة على موارد الضحية المالية. يشمل ذلك الدخول غير المصرح به إلى حسابات البنك، القيام بعملية شراءٍ وهميةٍ على الانترنت أو التدخل في وظيفة الضحية عبر إرسال اتصالات مسيئة للجهة الموظِّفة.

الأذى النفسي المترتب على الاستغلال السيبراني

ان حصيلة الأذى المترتب على الاستغلال السيبراني كبيرةٌ جداً. غالبا ما يعاني الضحايا من مستوياتٍ مرتفعةٍ من القلق، الاكتئاب، الخوف، والارتياب. يولد التدخل والمراقبة المستمران شعوراً بالعجز وفقدان الاستقلالية لدى الضحية. وقد أظهرت الدراسات أن ضحايا العنف عبر التكنولوجيا هم الأكثر عرضةً للمعاناة من اضطراب توتر ما بعد الصدمة(PTSD)    وأنواعٍ أخرى من الأعراض المتعلقة بالصدمة وذلك بسبب الطبيعة غير المستحبة والإلحاحية لهذا النوع من الايذاء.

العلاقة مع الإساءة الجسدية

تشير الابحاث إلى أن الإيذاء السيبراني يرتبط غالباً في حدوثه مع أنواعٍ اخرى من العنف الأسري مثل الإساءة العاطفية والجسدية. إن استخدام التكنولوجيا في المضايقة والتحكم غالباً ما تكون جزءً من نمط أوسع من سلوك التحكم والإجبار. إن قدرة مرتكب هذه الإساءة على الوصول إلى المساحة الرقمية الشخصية للضحية تضاعف من الإساءة وتجعل من إيجاد الضحية للملاذ الآمن لها أمراً أكثر صعوبة.

العوائق التي تحول دون الهروب من الاذى السيبراني

يواجه ضحايا الإساءة السيبرانية تحدياتٍ فريدةً عندما يحاولون الهروب من الموقف الذي وقعوا فيه. فبعكس العنف الجسدي الذي ينحصر حدوثه في موقع واحد، يمكن للأذى السيبراني أن يطال الضحية حيثما كانت، مما يجعله أًمرا صعب التحاشي. بالإضافة إلى ذلك فان الضحايا قد يفتقدون إلى المعرفة اللازمة حول كيفية تأمين اجهزتهم، أو حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، أو اية معلوماتٍ رقميةٍ يتمكن المسيء من الوصول اليها. ان التعقيد في عمليه فهم الأمن الرقمي يمكن أن يعيق الضحايا عن طلب المساعدة أو تقديم الشكوى حول هذه الإساءة.

دعم ضحايا الإساءة السيبرانية

  • التعليم والوعي: إن تعليم الأشخاص الطرق التي تمكنهم من ضمان الأمن الرقمي مثل تفعيل طريقه ثنائيه المراحل للتأكد من الشخص المستخدم للحساب الالكتروني، تغيير رمز الدخول بشكلٍ دوريٍ، والحد من مشاركة المعلومات الشخصية عبر الانترنت هي جميعها أمورٌ حاسمة.
  • الحماية القانونية: تسري في العديد من الدول بما فيها استراليا قوانين تجرم التحرش السيبراني والاستغلال المبني على نشر الصور. إن تطبيق هذه القوانين وضمان معرفة الضحايا بحقوقهم هو أمر أساسي في تامين الحماية لهم.
  • خدمات الحماية: ينبغي أن يتمكن الضحايا من الحصول على خدمات الدعم مثل الخدمات الاستشارية، الاطلاع على مصادر حول الامن الرقمي، واتصالات الخطوط الساخنة لمعالجه الازمات. تؤمن مؤسسات في استراليا مثل  *1800RESPECT*  الدعم والمصادر لضحايا العنف الأسري بما في ذلك الذين تعرضوا للإساءة باستخدام التكنولوجيا.

الخلاصة

ان الإساءة السيبرانية في سياق العنف الأسري هي مشكلةٌ خطيرةٌ ومتناميةٌ تتطلب الاهتمام والحل. إن النتائج المترتبة على هذه الإساءة عميقةٌ ومضرةٌ، تؤثر في الصحة النفسية والرفاهية للضحايا. إن التعرف على مؤشرات الإساءة السيبرانية وفهم آثارها واتخاذ الاجراءات الوقائية هي خطواتٌ أساسيةٌ في دعم الضحية ومنع تعرضها لأذىً إضافي.

خدمات الدعم والاستشارة

 من المهم جداً أن تعلم بأنك لست لوحدك إذا تعرضت للإساءة أو العنف الأسري، وأن هناك العديد من المؤسسات المتوفرة لتقديم الدعم لك. يمكن الاتصال مع هذه المؤسسات التي تقدم خدماتٍ متعددةً ومخصصةً تتناسب مع احتياجاتك الخاصة.

 انواع خدمات الدعم

  • المرشدون: إن التحدث مع مرشدٍ يمكن أن يوجد مساحةً آمنةً لمناقشة تجربتك ومشاعرك. يمكن للمرشد أن يساعدك في فهم وضعك بشكل أفضل ومساعدتك في العمل على تجاوز التحديات العاطفية التي قد تواجهها.
  • مدراء الحالات والعمال الاجتماعيون: إن مدراء الحالات هم موظفون متخصصون يمكن أن يساعدوك في اتخاذ قراراتٍ مهمةٍ حول أمنك الشخصي ورفاهيتك. كما يمكن أن يساعدك مدير الحالة في استعراض خيارات خطة تتناسب مع حالتك.
  • المحامون: إذا دعتك الحاجة إلى السعي للحصول على المساعدة القانونية فان هناك محاميين متخصصين في العنف الأسري بإمكانهم مساعدتك في فهم نظام العدالة سواء كنت بحاجه إلى تقديم الشكاوى لدى الشرطة، حضور جلسات المحاكمة أو التعامل مع مشاكل تأشيرات الإقامة.
  • خدمات الاسكان والمأوى: إذا قررت مغادرة منزلك بحثاً عن أمانك الشخصي فإن هناك مؤسسات بإمكانها المساعدة في إيجاد مأوىً أو مكان إقامةٍ لك. يمكن لهذه المؤسسات تأمين الاحتياجات وتقديم الدعم أثناء فترة انتقالك للعيش في بيئة أكثر أماناً.

تمكين خياراتك

 إن خدمات الدعم مكرسةٌ للاستماع لك ومناقشة خياراتك المتوفرة. من الأساسي معرفة أنك تستطيع اتخاذ أية قراراتٍ تشعر بأنها صحيحةٌ وبأنك ستحصل على الدعم بغض النظر عن الاختيار الذي تقوم به. إن لك الحق دائماً في البقاء أو المغادرة أو طلب المساعدة وسيتم دائماً الاستجابة لمشاعرك واختياراتك. إن مهمة هذه المؤسسات هي الاستماع وتوفير الدعم والمساعدة لك خلال هذا الوقت العصيب.

خدمات مركز In Touch

إن مركز In Touch هو منظمةٌ أستراليةٌ تقدم النصح المجاني والسري والدعم بلغتك التي تتحدث بها. إن لدى هذه المنظمة الخبرة في مساعدة العديد من الأفراد الذين مروا في ظروف مشابهه لظروفك. تعطي هذه المنظمة الأولوية لأمنك وأمن اطفالك. تساعد هذه المنظمة الأشخاص الموجودين في استراليا ولا يحملون الإقامة الدائمة أو الجنسية الأسترالية.

للحصول على الخدمة المجانية مع ضمان التعامل مع جميع معلوماتك بشكلٍ سريٍّ، بإمكانك الاتصال مع المنظمة على:

هاتف:  03 9413 6500

الهاتف المجاني: 1800 755 988                                                                                                                                          

الموقع الالكتروني:   In Touch – Get Help

حماية نفسك والحصول على المساعدة

 إذا تعرضت أنت أو أي ي أي شخص تعرفه لعنف جسدي فمن المهم ان تتخذ قراراً لحماية نفسك أو حماية ذلك الشخص. هناك عده خطوات يمكنك اتباعها لضمان أمنك ورفاهيتك.

الخطوات التي يمكن اتباعها

  • طلب المساعدة من خلال الاتصال:
    • إذا كنت تواجه خطراً مباشراً قم فوراً بالاتصال مع خدمات الطوارئ المحلية. في الكثير من الدول، يمكن القيام بهذا الاتصال من خلال رقم الطوارئ المحدد (مثل 000 في استراليا، 911 في الولايات المتحدة، 999 في قطر، السعودية، والامارات).
    • بإمكانك أيضاً الاتصال مع الخطوط الساخنة للتعامل مع العنف الأسري والتي تقدم التوجيه والخدمات السرية. يعمل في هذه الخطوط محترفون مدربون ومتوفرون لتقديم المساعدة لمدة 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع.
    • لا تتردد في الاتصال بأفراد اسرتك أو أصدقائك الموثوقين من أجل طلب الدعم. أخبرهم بما تمر به فقد يتمكنون من تقديم الدعم أو المكان الآمن الذي يمكن أن تبقى فيه.
  • وضع خطه أمان
    • إذا تعذرت مغادرة مكان حصول الإساءة فمن المهم وضع خطة أمان للمستقبل. تحدد هذه الخطة الخطوات التي يمكنك اتباعها للهروب وحماية نفسك في حال وقوع حالة العنف مرةً أخرى.
    • قم بتحديد المكان الذي ستتوجه إليه في حال مغادرتك، كأن يكون منزل صديقٍ، مأوىً، أو منزل أحد الاقرباء.
    • قم بتحديد الأماكن الآمنة ضمن منزلك والتي يمكنك الاختباء فيها في حال حدوث عنف. قم بالتخطيط مقدماً من اجل أن تتحاشى أن تصبح محاصراً أو عالقاً.
    • جهِّز الأشياء الأساسية مثل الوثائق الهامة، الهوية، المعلومات المالية، غيارات الملابس، الأدوية، وأي شيءٍ قد تحتاج إليه في حال مغادرتك بسرعة.
    • إذا كان لديك اطفال احرص على ان تجهز لهم حقيبة بأشيائهم المهمة يمكنك اخذها بسرعه عند المغادرة.
  • طلب العناية الطبية
    • إذا تعرضت للإصابة فمن المهم أن تطلب العناية الطبية بأسرع وقت ممكن. يجب أن يتم فحص إصابتك من قبل متخصصٍ طبيٍ ومتخصص في الطب الشرعي حتى وإن بدت إصابتك بسيطة.
    • إن الحصول على عنايةٍ الطبية لا يقتصر على معالجة إصابتك الجسدية وإنما يشمل أيضا القيام بتسجيل حالة الإساءة مما قد يكون مفيدا في حال قررت التقدم بشكوى حول هذه الحالة في المستقبل.
  • تقديم شكوى حول الإساءة
    • يعتبر العنف الجسدي في كثير من الدول بمثابة جريمة، وتتوفر الحماية القانونية لضحايا هذه الجريمة. إن التبليغ عن الإساءة لدى الشرطة يمكن أن يساعد في وقف العنف وتجنب حدوث الاذى في المستقبل.
    • كن على يقينٍ بأن لديك الحق في الإبلاغ عن الإساءة وأن جهات فرض الأمن ملزمةٌ أن تعامل بلاغك بشكل جدي. قم بتزويدهم بأكبر كمٍّ من المعلومات الممكنة عن هذه الحادثة إذا أحببت.
    • إذا تولدت لديك المخاوف من عواقب القيام بالإبلاغ لدى الشرطة ففكر في الحصول على المساعدة القانونية أو التحدث مع محامٍ مختصٍ في العنف المنزلي والذي بدوره يمكن أن يقدم لك التوجيه اللازم لتقديم هذا البلاغ

تذكر

 إن أمنك الشخصي هو أهم الأولويات، وإن لديك الحق في الشعور بالأمن والأمان في حياتك الشخصية. إن اتخاذ هذه الاجراءات سوف يعزز من حمايتك لنفسك وحصولك على المساعدة التي تحتاجها. تذكر أنك لست وحيداً، هناك أشخاص ومؤسسات على استعداد تام لدعمك ومساعدتك.

ما يجب فعله في حال الشك بحدوث إساءةٍ للآخرين

إذا راودك الشك بأن شخصاً ما تعرفه يتعرض للإساءة فمن المهم جداً اتخاذ الإجراء اللازم. يمكن للدعم الذي تقدمه أن يشكل فارقا جوهريا في حياة ذلك الشخص. اليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

التعرف على مؤشرات الإيذاء

  • فهم انواع العنف:
    • يمكن للعنف ان يتخذ أشكالاً مختلفةً تشمل العنف الجسدي، العاطفي، الجنسي، النفسي، المالي، الروحاني، بالإضافة إلى الإهمال. فيما يناقش هذا الجزء انواع العنف المختلفة، من المهم التذكر بانه قد توجد انواع أخرى للعنف ليست مدرجةً هنا.
  • تحديد المؤشرات التحذيرية:
    •  كن مطلعا على المؤشرات التي قد تدل على حدوث إساءة. يشمل ذلك:
      • الإصابات غير المفسرة، أو تعدد الحوادث
      •  التغير في السلوك، مثل السلوك الانسحابي من بين الأصدقاء والعائلة
      • التوتر والاكتئاب، الشعور بالخوف عند التواجد حول اشخاص محددين
      •  تغيرٌ مفاجئٌ في الحالة المالية، أو التغير في القدرة على الوصول إلى الموارد الشخصية

تقديم الدعم للشخص

  • استمع للشخص:
    •  إذا شعرت بانك مطمئنٌ للقيام بذلك، حاول التقرب من الشخص برفقٍ وتعاطفٍ، دع الشخص يشعر بأنك هناك لمساعدته وأنك مستعدٌ للاستماع بدون إطلاق الاحكام. قد تشعر الضحية أحياناً بالدعم لمجرد وجود شخص يستمع اليها.
  • الحث على طلب المساعدة:
    •  اقترح على الشخص بشكل سلسٍ أن يقوم بطلب المساعدة سواءٌ كانت المساعدة من مرشد، أو صديقٍ موثوقٍ، أو عبر خدمات دعمٍ محليةٍ. دع الشخص يعرف بان هناك أشخاصاً ومنظماتٍ مستعدةٌ لتقديم المساعدة.

اتخاذ الاجراء المناسب

  • طلب المساعدة:
    •  في حال كان الشخص واقعاً تحت خطر آني، لا تتردد في الاتصال بالشرطة من خلال الرقم 000 في استراليا. إن ضباط الشرطة مدربون للتعامل مع حالات العنف ويمكنهم تقديم الحماية والدعم الضروريين.
  • كن واثقا في الحماية المقدمة من جهاز الشرطة
    •  إن الصورة العامة عن جهاز الشرطة في استراليا أنها مصدرٌ آمنٌ وموثوقٌ لتقديم الحماية. حتى إذا كان مقترف العنف هو الشخص الممول لتأشيرة الإقامة الخاصة بالضحية، فإن الاتصال بالشرطة لا يزال أمراً ضرورياً. إن الضحايا يتمتعون بالحماية من قبل القانون بغض النظر عن وضع الإقامة لديهم. بإمكانك ايضا الاتصال مع خدمات الدعم مثل  InTouch لمناقشة خيارات التأشيرة.
  • قم بتزويد المعلومات المطلوبة:
    •  قم بإعطاء المعلومات حول خدمات الإرشاد السرية. بإمكانك تشجيع الشخص على الاتصال ب1800 RESPECT من خلال الرقم1800 737 732  للحصول مجاناً على نصيحةٍ احترافيةٍ تتعلق بالدعم المقدم لضحايا العنف الأسري.
  • الدعم اللغوي:
    • أخبر الشخص الذي يتحدث بغير اللغة الإنجليزية أن بإمكانه الاتصال على الرقم 450 131 لطلب مساعدة الترجمة الشفوية.

الخرافات والمعلومات المغلوطة عن العنف الأسري

غالباً ما يحاط العنف الأسري بسوء الفهم والصور النمطية التي تمنع الأفراد من الادراك الصحيح لهذا النوع من الإساءة وتسبب عدم طلب المساعدة. يجب دحض هذه الخرافات من أجل ضمان فهمٍ أفضل لهذه المشكلة وتقديم الدعم لضحاياها بشكل أكثر كفاءةً. إليك بضعاً من هذه الخرافات الدارجة والحقيقة الكامنة فعلا وراءها:

الخرافة 1: يؤثر العنف المنزلي على نوع محددٍ من الأشخاص فقط

الحقيقة: قد يقع العنف المنزلي على أيٍّ كان وبغض النظر عن العمر، الجنس، العرق، الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي، أو التوجه الجنسي. ينتشر هذا العنف عبر كل الثقافات والمستويات التعليمية ومستويات الدخل ويمكن أن يكون ضحايا هذا العنف من الرجال، النساء، أو الأشخاص غير ثنائيي الجنس، ويمكن للمعتدين أيضاً أن يكونوا من أي خلفيةٍ سكانيةٍ.

الخرافة 2 : يستطيع الضحايا المغادرة في أي وقت يشاؤون

الحقيقة: إن الخروج من علاقةٍ استغلاليةٍ غالباً ما لا يكون بالسهولة التي يبدو عليها. يعاني العديد من الضحايا من عوائق كبيرةٍ تجعل من الصعب المغادرة مثل الخوف من الانتقام، الاعتماد العاطفي على المسيء، عوائق مالية، أو مخاوف من قبل الضحايا تتعلق بأمن أطفالهم، بالإضافة إلى ذلك قد تجعل حلقة الإساءة المذنب يشعر بانه عالق داخلها بلا حول ولا قوة.

الخرافة 3: إن العنف الأسري هو مجرد أذىً جسدي

الحقيقة: فيما يعتبر الاذى الجسدي أحد أشكال العنف الأسري فهو ليس شكلها الوحيد. يشمل العنف الأسري أيضاً الإساءة العاطفية، النفسية، الجنسية، المالية، والروحانية. ان هذه الأشكال من الإساءة لها نفس التأثير المدمر وغالبا ما تترك آثارا نفسية طويله وندوبا من الصعب مشاهدتها.

الخرافة 4: ان المخدرات والكحول هما السببان الرئيسيان للعنف الأسري

 الحقيقة: مع أن الإدمان قد يكون سبباً لتفاقم سلوك العنف فإنه لا يعد السبب الجذري للعنف الأسري. إن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المواد المخدرة أو الكحول لا يقترفون العنف كما أن العديد من الأشخاص المسيئين ليسوا من المدمنين. يرتكز العنف المنزلي بشكلٍ أساسيٍّ على موضوع السيطرة والقوة وليس الإدمان.

الخرافة 5: إن العنف الأسري شأن خاص:

 الحقيقة: إن العنف الأسري مسألةٌ اجتماعيةٌ وليست مشكلةً خاصةً بالأسرة وحدها. إنها لا تؤثر على الأفراد الذين يعانون منها فحسب، بل تؤثر أيضاً على العائلات، الأصدقاء، والمجتمعات. إن رفع الوعي ومعالجة العنف الأسري بشكل علني يمكن أن يساعد على خلق بيئةٍ من الدعم لضحايا العنف الذين يبحثون عن المساعدة.

الخرافة 6: إن الضحايا مسؤولون عن الإساءة التي وقعت عليهم

 الحقيقة: ما من أحد مسؤول عن الإساءة التي يعاني منها. ان المسيء هو دائما مسؤول عن السلوك العنيف. قد يشعر الضحايا بالذنب أو الخزي لكن من المهم جداً أن نفهم أن قرار الإساءة تم اتخاذه من قبل المسيء وليس من قبل الضحية.

الخرافة 7: لا يلاحظ الأطفال العنف المنزلي

 الحقيقة: غالباً ما يكون الأطفال على درايةٍ بالعنف الذي يقع في منازلهم حتى ولم لم يفهموه بشكلٍ كاملٍ. إن الاطفال على درايةٍ بما يحدث حولهم، حتى لو كانوا من الرضع أو حديثي الولادة. يمكن للعنف الأسري أن يولد مشاكل عاطفيةً ونفسيةً عنيفةً لدى الاطفال مما يؤدي إلى صدمة طويله الاجل، مشاكل في السلوك، وصعوباتٍ في تكوين علاقات طبيعية وصحية.

الخرافة 8: يحدث العنف الأسري في الأسر ذات الدخل المتدني

 الحقيقة: يحدث العنف المنزلي ضمن جميع الطبقات الاجتماعية بغض النظر عن مستوى الدخل. إن الاعتقاد بإن العنف المنزلي يحدث في الحالات التي يكون فيها الوضع الاقتصادي عصيباً هو نوع ٌمن سوء الفهم. يمكن للأشخاص من خلفيةٍ ثريةٍ، أو أشخاص ناجحين في عملهم، أو حاصلين على تعليمٍ عالٍ ان يقترفوا الإساءة أو ان يقعوا ضحية لها.

الخرافة 9: إن الضحية هي من تستحق الإساءة

 الحقيقة: لا يستحق أحد أن يتعرض للإساءة وإن لوم الضحية بانها هي من استفزت المسيء هو تفسيرٌ غير منصفٍ. يستعمل المسيئون أساليب مختلفةً لفرض قوتهم وسيطرتهم، وليس الضحايا مسؤولين عن خيارات المسيء أو افعاله.

الخلاصة

 إن فهم هذه الخرافات والمغالطات أمرٌ مهمٌ في تعزيز بيئةٍ داعمةٍ لضحايا العنف المنزلي. نستطيع من خلال دحض هذه المعتقدات ان نرفع الوعي ونعزز من عقد حواراتٍ بناءةٍ حول العنف المنزلي. يساعد ذلك في توليد الشعور لدى الضحايا بأنهم مدعومون في خيارهم في طلب المساعدة وتعريفهم أن المجتمع يعمل بشكلٍ متكاملٍ بهدف وقف العنف المنزلي.

العناية الذاتية للضحايا ومقدمي الدعم

 إن التعامل مع ضحايا العنف قد يشكل عبئاً عاطفياً لدى الضحية وأولئك الذين يقدمون الدعم لها. من المهم أن يتعامل الجميع مع رفاهيتهم الشخصية كأولويةٍ، وعليهم الانخراط في ممارساتٍ تهدف إلى توفير رعايةٍ للذات من أجل المحافظة على صحتهم العقلية والعاطفية. فيما يلي بعض من الاستراتيجيات التي تتعلق بالعناية الذاتية المتبعة من قبل كلٍّ من الضحايا ومقدمي الدعم:

العناية الذاتية بالنسبة للضحايا

  • ابحث عن المساعدة المختصة:
    •  خذ بعين الاعتبار إمكانية التحدث مع معالجٍ أو مرشدٍ مختصٍ في مسألة الصدمة والعنف المنزلي. إن الدعم المحترف يمكن ان يؤمن لك مساحةً آمنةً تستطيع من خلالها التعامل مع مشاعرك والخروج بطريقةٍ للتأقلم معها.
  • قم ببناء شبكةٍ من الداعمين
    •  أحط نفسك بمجموعةٍ موثوقةٍ من الاصدقاء وأفراد الأسرة الذين يستطيعون أن يمنحوك الدعم العاطفي. إن مشاركتك لمشاعرك مع أولئك الذين يهتمون لأمرك يمكن ان يخفف من الشعور بالعزلة.
  • اصنع مساحةً آمنةً لنفسك
    • خصص لنفسك مساحةً في منزلك تشعر فيها بالأمان والاسترخاء. املأ هذه المساحة بأشياء تولد لديك الشعور بالراحة مثل الكتب، الصور، أو الروائح المهدئة.
  • قم بممارسة تمرينات الاسترخاء وتصفيه الذهن.
    •  إن تقنياتٍ مثل التأمل، التنفس بعمق، أو ممارسة اليوغا يمكن أن تخفف من شعورك بالتوتر وتحفز لديك الشعور بالهدوء. يمكن لتخصيص بضع دقائق خلال اليوم للقيام بتمارين تصفية الذهن أن يكون لها أثرٌ كبيرٌ في تحسين الصحة العقلية.
  • تعامل مع صحتك الجسدية كأولويةٍ مهمةٍ
    • كن مهتماً بصحتك الجسدية وتناول الأطعمة المغذية. حافظ على مستوى السوائل لديك طبيعياً، ومارس التمارين بانتظام. إن الصحة البدنية مرتبطةٌ بشكل قويٍّ مع الصحة العاطفية.
  • ابتعد عن مسببات الضغوطات النفسية
    •  حاول أن تحدد الأنشطة أو المواقف التي تزيد من شعور التوتر لديك ثم حاول ان تقلل من تعريض نفسك لها. قد يشمل ذلك أن تبتعد عن المؤثرات السلبية أو الاخبار التي قد تولد لديك الشعور بالقلق.
  • خصص لنفسك حدوداً
    • من أجل حماية صحتك العقلية، ضع حدوداً واضحةً بينك وبين الأشخاص في حياتك. قد يشمل ذلك جعل التواصل مع أشخاص معينين محدوداً أو رفض قبول الالتزامات التي قد تهدر من طاقتك.
  • قم بالانخراط في أنشطه تستمتع بها
    •  اقض وقتك في ممارسه أمورٍ تجلب لك السعادة والشعور بالرضا سواءٌ كان ذلك ممارسة هوايةٍ كالقراءة أو قضاء وقتٍ في الطبيعة. إن الانخراط في انشطةٍ ممتعةٍ يلعب دورا مهما في رفع معنوياتك.

العناية الذاتية بالنسبة لمقدمي الدعم

  • ثقف نفسك
    •  إن فهم طبيعة العنف المنزلي يمكن ان يجعلك قادراً على تزويد دعمٍ بشكلٍ أفضل. ثقف نفسك حول المؤشرات والأعراض والخدمات المتوفرة للضحايا.
  • تدرب على الاستماع النشط
    • عندما يثق شخص ما بك ويبدأ بالتحدث، قم بممارسة الاستماع النشط. أظهر التعاطف وقم بالتأكيد على مشاعره من دون إطلاق الأحكام. إن مجرد الاستماع إلى شخصٍ ما قد يؤدي إلى الشفاء على نحوٍ لا يصدق.
  • شجع الضحية على البحث عن المساعدة المختصة
    •  حتى مع وجود الدعم الذي تقدمه أنت، فإن فمن المهم أيضاٍ للضحية أن تسعى وراء الدعم المتخصص. إن مرشداً أو معالجاً قد يتمكنان من تقديم الدعم المتخصص الذي لا تستطيع أنت أن تقدمه.
  • قم بوضع حدود لنفسك
    •  إن تقديم الدعم لشخصٍ يمر في أزمةٍ ما يمكن أن يكون مرهقاً عاطفياً. من المهم وضع حدودٍ تحمي صحتك النفسية. اسمح لنفسك بأخذ الاستراحة وانسحب عندما تشعر بان ذلك أصبح ضروريا.
  • شارك في الاهتمام بعنايتك الذاتية
    •  اجعل رفاهك الشخصي مسالة أولويةٍ وذلك بالمشاركة في أنشطةٍ للعناية الذاتية. يشمل ذلك التمارين البدنية، ممارسة الهوايات، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم أو ممارسه تمارين الاسترخاء.
  • وفر الدعم لنفسك
    •  ابحث فكرة الاشتراك في مجموعات دعمٍ تشمل أصدقاء وافراد عائلة ضحايا الإساءة. إن مشاركتك لتجربتك مع أشخاصٍ يتفهمونها يمكن ان يساعدك في التعامل مع مشاعرك والتأقلم مع العبء العاطفي.
  • تحاشى الانهاك الناتج عن الإفراط في العمل
    • كن مهتماً لحالتك العاطفية وتحاشى تحمل الكثير من المسؤولية حول وضع الضحية. من المهم ان تدرك بأنك لا تستطيع إصلاح كل شيءٍ ومن الطبيعي ان تأخذ استراحة لنفسك.
  •  تحلَّ بالصبر
    •  كن متفهماً لفكرة أن التعافي يستغرق وقتاٍ لكلٍّ من الضحية ولك انت شخصياً. تحل بالصبر وكن على درايةٍ أن التقدم الكبير يأتي على شكل خطواتٍ صغيرةٍ.

 الخلاصة

 إن العناية الذاتية أمرٌ مهمٌ بالنسبة لضحايا العنف الأسري وأولئك الذين يقدمون الدعم لهم. إن التعامل مع الرفاه الشخصي وحالة الشخص الجسدية والعاطفية كمسألة أولويةٍ يمكِّن كلا من مقدم الدعم والضحية من الصمود ويعزز إقامة علاقات أكثر صحية.

 تذكر بأن اهتمامك بنفسك يسمح لك ان تقدم المزيد من الرعاية والدعم للآخرين.

Scroll to Top