العنصرية

العنصرية

ما يتوجب فعله عند تعرض الأطفال والمراهقين لتجربة العنصرية.

نقاط مهمة:

  • قد تعرّض العنصرية الأطفال والمراهقين لأضرارٍ تتعلق بالصحة والنمو.
  • نستطيع تقديم الدعم لضحايا العنصرية من الأطفال عبر الاستماع لهم، تفهم مشاعرهم وطمأنتهم، بالإضافة للإبلاغ عن حادثة العنصرية.
  • عليك طلب الدعم من المدرسة أو من السلطات في أقرب وقت ممكن في حال تعرض الأطفال للعنصرية أثناء تواجدهم في المدرسة.
  • بعد تعرض الأطفال لتجربة العنصرية يتوجب عليك طلب المساعدة المتخصصة في حال ظهور علامات مشاكل في الصحة العقلية.
  • العناية بنفسك مهمة كي تتعامل مع تجارب العنصرية ودعم الأطفال بشكل أفضل.

العنصرية: كيفية تأثيرها على الأطفال والمراهقين في أستراليا.

إن المرور بتجربة المعاملة العنصرية أمر شائع يتعرض له العديد من الأطفال والمراهقين في أستراليا، وخاصة أطفال السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس. كما يتعرض له الأشخاص الذين ينتمون لخلفيات ثقافية ولغوية متنوعة، بالإضافة لعائلات المهاجرين واللاجئين الوافدين حديثاً. تلحق هذه الظاهرة الأذى بالأطفال وعائلاتهم.

قد يتعرض الأطفال لتجربة العنصرية بطرق مختلفة، سواء كان في المدرسة، المجتمع، من خلال الانترنت، على شاشات التلفاز، أو من خلال أشكال أخرى من وسائل الإعلام.

عندما يتعرض الاطفال والمراهقون بتجربة العنصرية فإنها قد تؤثر على صحتهم، تعليمهم، رفاهيتهم، وتطورهم على المديين القصير والبعيد. فعلى سبيل المثال، فإن الأطفال الذين يمرون بتجربة العنصرية يكونون أكثر عرضةً للقلق والاكتئاب والأمراض الجسدية، كما ترتفع خطورة إقدامهم على الانتحار. وقد تضر العنصرية بأدائهم الأكاديمي وتقلل من تقديرهم للذات.

إن مجرد مشاهدة السلوك العنصري أمر مزعج يولد الضغط النفسي والإزعاج لدى الأطفال والمراهقين على حد سواء. تكون الصدمة أكثر حدة عند رؤيتهم أحد الأشخاص من خلفيتهم الثقافية أو العرقية يتعرض للعنصرية، وأقرب مثال على ذلك أن يشهد بعينيه تعرض والديه لسلوك عنصري.

إذا تعرض الاطفال والمراهقون لتجربة العنصرية مضافاً إليها التمييز لأسباب أخرى كالثقافة، الدين، اللغة، النوع الاجتماعي، أو التوجه الجنسي فإن ذلك يشكل خطورةً أكبر على صحتهم.  

مظاهر السلوكيات العنصرية

  • توجيه الشتائم أو الإهانات العنصرية
  • توجيه تعليقات حول لون البشرة أو المظهر العام أو الصور النمطية.
  • توجيه أسئلة، مثل: من أين أنت حقا؟
  • استبعاد أطفال معينين من المشاركة في الأنشطة.
  • التحرش أو العنف الجسدي.
  • التشكيك في الهوية الثقافية او العرقية للأشخاص، وقد يشمل ذلك “لا يمكن أن تكون من السكان الأصليين أو من سكان جزر مضيق توريس إذا كانت بشرتك بيضاء”.

الأفعال العدوانية الصغيرة

عادة ما تكون العنصرية صريحة وواضحة للجميع، ومع ذلك، قد تكون في كثير من الأحيان خفية حيث تتشكل على هيئة اعتداءات صغيرة. قد يشمل ذلك التعرض لعبارات مثل ” ياه، يمكنك التحدث باللغة الإنجليزية بشكل ممتاز” أو مثل التعرض لعبارة ” نادرا ما يرغب الأشخاص مثلك في الذهاب إلى الجامعة، أحسنت!!”

قد تكون هذه الاعتداءات الصغيرة في بعض الأحيان أكثر شدةً وتدوم آثارها لفترة أطول من العنصرية الصريحة. وقد تؤدي إلى الشعور الدائم بانعدام القيمة، انخفاض الحافز، التوتر، والخجل من الهوية الأصلية للشخص.

 جدير بالذكر أنه من المهم أن نتعامل مع هذه الاعتداءات الصغيرة بنفس الإهتمام الذي نتعامل به مع العنصرية الصريحة، وألا نتجاهلها أبدًا.

الإسلاموفوبيا (رُهاب الإسلام/ الخوف غير المبرر من الإسلام) في استراليا:

ان الإسلاموفوبيا والعنصرية الموجهة نحو مجموعة عرقية أو دينية محددة (بما في ذلك معاداة السامية) هما ظاهرتان آخذتان في الاتساع في استراليا. يعتبر ذلك أمراً مضراً بنسيج المجتمع وبصحة الناس.

فمنذ عام 2023، شهد سجل الإسلاموفوبيا زيادة في التقارير بنسبة 1300%، وهو تقدير غير دقيق، حيث لا يتم الإبلاغ عن العديد من الحوادث.

وقد عانى الشباب من الكثير من هذا النوع من حوادث الإسلاموفوبيا عبر الإنترنت، مثل نشر صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لفتيات مسلمات بدون حجاب. تعتبر هذه التجربة مؤلمة بشكل نفسي كبير بالنسبة للفتيات اللاتي يلتزمن بمعايير ثقافتهن إذ تحدث خلال فتره المراهقة التي يواجهن فيها الكثير من التغيرات العاطفية والجسدية. كما يمكن أن تؤثر على شعورهن بالأمان الجسدي والنفسي في المجتمع، الشعور بالأمان في المدرسة، انخراطهن في التعليم، تقدمهن الأكاديمي وهويتهن الأسترالية.

دعم الأطفال والمراهقين في حال تعرضهم للعنصرية

يمكن أن تضر العنصرية بصحة الأطفال، أرواحهم، ونموهم. لذلك ربما يقلل دعمك من حدة الضرر الناجم عن تعرض طفلك للعنصرية.

لذلك، إليك بعض الطرق لدعم طفلك:

  • استمع إلى مشاعر طفلك. يمكنك القيام بذلك من خلال الاستماع إلى ما يقوله طفلك، والخوض والتفكير في مشاعره. كأن تقول على سبيل المثال: “من المنطقي أن تشعر بالغضب. سأشعر بنفس الشعور أيضًا إذا تعرضت لنفس الشيء”.
  • قم بامتداح قرار طفلك بالتحدث عما مر به من تجربة العنصرية.
  • أخبر طفلك أن ما حدث ليس ذنبه.
  • أخبر طفلك أنه يستطيع اللجوء إليك والتحدث متى أراد ذلك.
  • ذكر طفلك بقوته وبكل ما يجعله فخوراً بهويته.
  • اطلب من شخص تعرض لتجربة العنصرية أن يتحدث عن كيفية تعامله معها أمام طفلك، على سبيل المثال، أحد أفراد الأسرة أو شخص بالغ موثوق به في مجتمعك. قد يساعد ذلك طفلك على الشعور بأنه أقل وحدة أثناء تعلم كيفية تجاوز تجربة العنصرية.

قد يشعر طفلك بالخجل أو الخوف من التحدث معك عن تجاربه مع العنصرية، يمكنك في هذه الحالة أن تقترح على طفلك التحدث مع شخص بالغ آخر موثوق به، مثل أحد كبار السن، أو أحد أبناء العم، أو أحد أصدقاء العائلة، أو مسؤول تعليم السكان الأصليين وسكان الجزر أو موظف التعليم المسؤول عن أبناء الثقافات المختلفة في المدرسة. يمكن لطفلك أيضًا الاتصال بخط المساعدة للأطفال على الرقم 1800551800.

الخطوات العملية

من الضروري أن تكون متفهماً للتغيرات التي قد تطرأ على طفلك مثل الانسحاب الاجتماعي، زيادة القلق، انخفاض احترام الذات أو زيادة الأفكار السلبية. يمكن أن تكون للعنصرية آثار طويلة الأمد على أبعاد متعددة في حياة الطفل خاصة تلك الناتجة عن الأفعال العدوانية الصغيرة التي قد تعرض لها. تأكد دائمًا من أن الطفل قادر على أن يكون فخوراً بهويته المتكاملة. كما يجب أن تكون مدركاً فيما إذا كان طفلك يحمل أي شعور بالعار لفترة طويلة بسبب التعرض للعنصرية.

يمكن للمسؤولين البالغين (كالآباء والمعلمين وغيرهم) اتخاذ بعض الخطوات العملية والتي قد تشمل ما يلي:

  • استعادة السلامة الجسدية والنفسية للطفل، عبر حذف الصور، معالجة سلوك الجاني، اتخاذ التدابير التأديبية، اتخاذ الإجراءات اللازمة للإبلاغ واتخاذ أي إجراء قانوني مطلوب.
  • الاحتفاظ بسجلات مفصلة عن حوادث العنصرية، وذلك لتلقي الدعم والابلاغ عن التغييرات التي يجب اتخاذها. وهذا يشمل ما حدث، متى، ومن كان متورطًا بما في ذلك الشهود، وما حدث منذ ذلك الحين. احتفظ أيضًا بالأدلة مثل رسائل البريد الإلكتروني أو لقطات الشاشة.
  • تحديد ومعالجة البيئة العنصرية التي مكنت مثل هذا السلوك سواء داخل المدرسة أو أي سياق آخر. يمكن أن يشمل ذلك فحص وتحديد نقاط الخلل في ثقافة المدرسة، وإجراء التعليم والتدريب للموظفين المعنيين.
  • مكافحة الضرر النفسي من خلال خلق اتصال إيجابي مع ثقافة الشاب.
  • الحصول على تجارب ثقافية إيجابية تحتفي بالتنوع مثل زيارة المتحف الإسلامي في أستراليا، والاحتفال بالعام الصيني الجديد والمهرجان الهندوسي “ديوالي”.
  • دمج مظاهر ثقافية متنوعة من ثقافات الأشخاص الذين عانوا من تجربة العنصرية. يتم ذلك الدمج في الحياة اليومية في المدرسة والمنزل مثل الكتب، الفنون، المسرحيات، الأفلام.
  • زيادة الارتباط بإحساس الطفل بالهوية الثقافية والدينية.

ما يتوجب فعله تجاه العنصرية في المدرسة

تعتبر المدرسة من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال للعنصرية، حيث قد يكون الطلاب أو المعلمون أو الآباء مصدراً لهذه العنصرية.

من المهم أن تعالج الأمر مع المدرسة في أقرب وقت ممكن في حال تعرض طفلك للعنصرية من أي شخص كان داخل المدرسة.

في البداية عليك أن تحدد موعدًا مع ممثل المدرسة. قد يكون هذا مدرس طفلك، أو منسق السنة الدراسية أو مسؤول التعليم للسكان الأصليين وسكان الجزر أو مسؤول رفاهية الطلاب.

بإمكانك الحصول على المزيد من المعلومات حول كيفية تحضير اجتماع مع ممثلي المدرسة من خلال هذا الرابط

إذا شعرت أن ممثل المدرسة لم يقم بالاستجابة بشكل كافٍ ومقنع، فيمكنك طرح هذه المشكلة على فريق قيادة المدرسة أو مديرها.

من جهة أخرى، فمن الجيد والضروري أن تتحدث مع طفلك عن العنصرية بشكل متكرر وبمستوى مناسب لعمره ، وليس فقط عندما يتعرض لها. حيث يساعد ذلك الطفل على تطوير مواقف مناهضة للعنصرية والاستعداد لمشاهدتها أو حتى تجربتها. كما أن التحدث مع طفلك يساعده على التحدث بدوره معك حول العنصرية وغيرها من الموضوعات الصعبة بأمان.

العنصرية في أماكن أخرى: ما الذي يتوجب علينا فعله

يتعرض الأطفال للعنصرية في أماكن أخرى غير المدارس أيضًا، فعلى سبيل المثال، أماكن الرياضة أو النوادي. حيث يمكنك أيضًا الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث إلى المسؤول عن المكان مثل إدارة المركز في مركز التسوق، أو لجنة حقوق الإنسان. أما إذا حدث الحادث عبر الإنترنت، فيمكنك الإبلاغ عنه إلى مفوض السلامة الإلكترونية.

المساعدة المهنية للأطفال والمراهقين الذين يعانون من العنصرية

يمكن يتعرض الأطفال والمراهقون إلى مشاكل صحية عند مرورهم بتجارب عنصرية. لذلك من المهم طلب المساعدة المهنية بعد التعرض للعنصرية في حال ظهور علامات على مشاكل صحة الأطفال العقلية في مرحلة الطفولة، أو مشاكل صحة المراهقين العقلية في مرحلة المراهقة. تشمل هذه العلامات تغيرات في المزاج، السلوك، النوم أو الصحة البدنية التي قد تستمر لأكثر من بضعة أسابيع.

يمكنك البدء بالتحدث إلى طبيب عام موثوق به أو إلى عامل صحي من السكان الأصليين. يمكنهم إحالتك إلى متخصصين ومزودي خدمات مناسبة، على سبيل المثال، مستشار أو طبيب نفسي محلي.

الاستشارة القانونية

قد يتعين عليك التفكير في طلب الاستشارة القانونية في حال تعرض سلامة طفلك للخطر، او في حال حدوث اعتداءات جنائية او عنيفة.

قم بالاتصال بخدمات الطوارئ على الرقم 000 عند تعرضك أنت أو طفلك لخطر مباشر يهدد حياتكم.

قم بتقديم شكوى إذا رغبت في ذلك. على سبيل المثال، يمكنك تقديم شكوى إلى المدرسة، لجنة النادي الرياضي، مزود خدمة وسائل التواصل الاجتماعي، فريق إدارة المنظمة، خدمة العملاء، سجل الإسلاموفوبيا أو لجنة حقوق الإنسان الأسترالية.

اعتنِ بنفسك عند تعرض عائلتك للعنصرية

إن تعرض طفلك للعنصرية يعتبر أمراً محزناً. ومن المحزن أيضًا أن تتضمن الحادثة العنصرية شخصك أو تثير ذكريات تجاربك الخاصة.

لذلك فإن الاعتناء بنفسك يمكن أن يساعدك في التعامل مع تجارب عائلتك مع العنصرية. وإذا اعتنيت بنفسك، فستكون قادرًا بشكل أفضل على دعم طفلك.

ما يلي بعض الطرق للاعتناء بنفسك:

  • تحدث إلى أفراد من العائلة أو الأصدقاء عما تشعر به.
  • تقبل فكرة المساعدة وقم بطلب المساعدة العملية من العائلة والأصدقاء مثل طلب المساعدة في المهام المنزلية. يمكن أن يمنحك هذا مزيدًا من الوقت للاسترخاء والعناية بنفسك.
  • قم بالبحث عبر الإنترنت عن مجموعة دعم محلية للمشاركة الفعلية أو الحضور عبر الانترنت لمقابلة أشخاص آخرين من المحتمل أنهم مروا بتجارب مماثلة.
  • اتصل بخط مساعدة الوالدين لطلب الدعم.
  • اعتنِ بصحتك الجسدية. يتضمن ذلك تناول الطعام جيداً وممارسة الرياضة وأخذ قسطاً من الراحة والتواصل مع بلدك (بالنسبة للسكان الأصليين وسكان جزر توريس).
  • جرب تمارين التنفس أو استرخاء العضلات أو تمارين اليقظة للاسترخاء وتقليل التوتر.
  • استشر طبيبك العام أو أحد العاملين الصحيين في مجتمعك في حال واجهت صعوبة في التأقلم. يمكنهم إحالتك إلى أخصائي الصحة العقلية أو توصيلك بخدمات مناسبة أخرى.

Scroll to Top