تأثير العنف الأسري على الأطفال
- المقدمة
- التأثير العاطفي على الأطفال
- التأثيرات طويلة المدى
- أشكال العنف الأسري وتأثيرها
- تأثير العنف الأسري على الصحة البدنية والعقلية
- كيفية خلق بيئة آمنة وطرق تقديم الدعم للأطفال
- الخاتمة
- مصادر ومعلومات هامة
تأثير العنف الأسري على الأطفال
يحدث العنف الأسري عندما يقوم أحد أفراد العائلة بإيذاء فرد آخر أو تخويفه أو السيطرة عليه، مما يخلق بيئة مليئة بالخوف والأذى داخل المنزل. يمكن أن يتخذ هذا العنف أشكالاً متعددة، مثل الأذى الجسدي، أو العاطفي، أو النفسي.
إن مجرد مشاهدة الأطفال للعنف داخل الأسرة يمكن أن يترك أثراً عميقاً في حياتهم حتى وإن لم يكونوا هم المستهدفين مباشرة. تُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري هم أكثر عرضة لأشكال المعاناة العاطفية، مثل الشعور بالخوف، أو الحزن، أو القلق، بالإضافة إلى مواجهة مشكلات سلوكية مثل العدوانية أو الانعزال الاجتماعي.
إن الفهم الدقيق لتأثير العنف الأسري على الأطفال أمر ضروري من أجل العمل على تأمين بيئة حياتية آمنة تقدم لهم الدعم وتُساعدهم على النمو والتطور بشكل طبيعي.
إن تحديد الاثار الناجمة عن العنف على الأطفال يعطي الآباء والمعلمين ومقدمي الخدمات في المجتمع فرصة التدخل لتقديم الحماية المطلوبة للأطفال واحاطتهم بشبكة علاقات صحية.
التأثير العاطفي على الأطفال
غالباً ما يشعر الأطفال الذين يشهدون العنف داخل المنزل بالخوف والقلق والحزن، مما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان والحزن المزمن في حياتهم اليومية.
يمكن أن تترك مشاهدة العنف أو التعرض له الأطفال في حالة مستمرة من عدم الأمان، مما يؤدي إلى شعور دائم بالانزعاج أو الخوف. قد تظهر هذه المشاعر في صورة غضب دائم، أو صعوبات في النوم، أو خوف من البقاء بمفردهم.
قد يُظهر الأطفال الصغار معاناتهم العاطفية من خلال التراجع إلى سلوكيات من مرحلة طفولية أقل عمراً، مثل فقدان القدرة على التحدث بوضوح أو صعوبة التحكم في التبول. مع نموهم، قد يصبح الأطفال في سن المدرسة أكثر وعياً بمشاعرهم، لكنهم قد يستمرون في مواجهة مشاعر الذنب أو لوم الذات، معتقدين أنهم السبب وراء العنف.
يمكن يحد التأثير العاطفي للعنف من قدرة الأطفال على بناء علاقات صحية، إذ قد يحملون آلامهم النفسية إلى تفاعلاتهم مع الآخرين. إن غياب الدعم العاطفي من الوالدين، الذين ربما يعانيان هما أصلاً من تحدياتهم الخاصة، يزيد من تفاقم هذه المشاعر، ويترك الأطفال بدون الموارد اللازمة للتعامل مع عواطفهم. يمكن أن يضعف هذا الصراع المستمر ثقتهم في أنفسهم ويقلل من سعادتهم، مما يجعل من الصعب عليهم الشعور بالأمان والفرح في حياتهم اليومية.
التأثيرات طويلة المدى
مع استمرار العنف في المنزل، قد يحمل الطفل معه مشاعر ثقيلة إلى مرحلة البلوغ، مما يجعل من الصعب عليه الشعور بالأمان أو الثقة بالآخرين. تظهر هذه المشاعر غالباً ما على هيئة غضب، أو شعور بالعزلة، أو الوحدة، مما يؤثر بشكل عميق على صحة الطفل النفسية.
ذكر العديد من الشباب أن تجاربهم مع العنف تسببت في آثار عاطفية مثل الحزن والقلق، مما يحد من قدرتهم على بناء علاقات صحية.
غالباً ما تؤدي هذه الأعباء العاطفية إلى مشاكل في التحصيل الدراسي. على سبيل المثال، قد يواجه الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري صعوبة في التركيز في المدرسة، حيث تشتت ضغوط الحياة المنزلية أفكارهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاعر الذنب ولوم الذات التي يحملها العديد من الأطفال قد تؤدي إلى تكوين صورة سلبية عن الذات، وغالباً ما تتسبب في مشكلات سلوكية أو انسحاب اجتماعي.
أشكال العنف الأسري وتأثيرها
يمكن أن يتخذ العنف الأسري أشكالاً متعددة، ولكل منها تأثيره الخاص على الأطفال
- العنف الجسدي : قد يترك الأطفال في دوامة من الخوف وانعدام الأمان.
- الإساءة العاطفية: قد يؤثر الصراخ أو الإهانات المستمرة سلبياً على ثقتهم بأنفسهم
- الإساءة المالية: عندما يتحكم أحد الوالدين في أموال العائلة بشكل غير عادل، قد يشعر الأطفال بعدم الأمان خاصةً إذا لم تُلبَّ احتياجاتهم الأساسية مثل الطعام أو الملابس أو اللوازم المدرسية.
إن الأطفال غالباً ما يعانون حتى وإن كان العنف غير موجه نحوهم وكان يحدث بين الوالدين فقط. يمكن أن تخلق مشاهدة الشجارات أو السلوكيات المسيطرة شعوراً بالعجز أو الخوف من فقدان أحد الوالدين. بمرور الوقت، يمكن أن يضر هذا العنف غير المباشر بقدرتهم على الثقة بالآخرين ويحد من مقدرتهم على بناء علاقات عائلية صحية.
تأثير العنف الأسري على الصحة البدنية والعقلية
يمكن أن يكون للعنف الأسري تأثير عميق على الصحة البدنية والنفسية للأطفال. قد يشعر الأطفال الذين يعيشون في بيئات عنيفة بالتعب الدائم، أو يعانون من الصداع، أو يصابون بالأمراض بشكل متكرر بسبب بقاء أجسامهم في حالة “تأهب دائم”. يمكن أن تؤدي هذه الحالة المزمنة من التوتر إلى ضعف المناعة، مما يزيد من تعرضهم للأمراض.
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال في البيوت العنيفة غالباً ما يظهرون علامات إجهاد بدني، مثل تسارع ضربات القلب أو الشعور بالقلق. بمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه الضغوط المستمرة إلى تدهور صحتهم البدنية، مما يزيد من معاناتهم العاطفية والنفسية.
كيفية خلق بيئة آمنة وطرق تقديم الدعم للأطفال
إن إيجاد بيئة آمنة وداعمة هو أحد أهم السبل لمساعدة الأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري.
- الاستماع بشكل موضوعي: دع الأطفال يعبرون عن مشاعرهم بحرية من دون أن تقوم بالتعليق عليها أو انتقادها وطمئنهم أن مشاعرهم طبيعية.
- بناء روتين يومي: مثل تحضير وجبات عائلية أو سرد القصص قبل النوم لتمنحهم شعوراً بالاستقرار والأمان.
- تشجيع التعبير عن الذات: من خلال الرسم أو الكتابة أو التحدث عن مشاعرهم.
- منح الطمأنينة: أكد للأطفال أن العنف ليس مسؤوليتهم وأنهم محبوبون ومقدرون.
الخاتمة
يستحق كل طفل أن يشعر بالأمان، والقيمة، والسعادة. إن إدراك تأثير العنف الأسري هو خطوة أساسية لحماية الأطفال ومساعدتهم على النمو والتطور بشكل طبيعي. يمكننا أن نصنع تغييراً حقيقياً وإيجابياً في حياة الأطفال من خلال الاستماع لهم، وتوفير الاستقرار، وتشجيع التعبير الصحي عن مشاعرهم.
لدينا مسؤولية اجتماعية مشتركة لخلق بيئات آمنة وداعمة للأطفال. يمكننا مساعدتهم على تجاوز التحديات بالتعاطف والجهود المستمرة، وبناء مرونة نفسية، والنمو ليصبحوا أفراداً واثقين وسعداء. معاً، يمكننا أن نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً لكل طفل.
مصادر ومعلومات هامة
- Fitz-Gibbon, K., Meyer, S., Boxall, H., Maher, J., & Roberts, S. (2022). Adolescent family violence in Australia: A national study of service and support needs for young people who use family violence. Australia’s National Research Organisation for Women’s Safety (ANROWS).
- Bedi, G., & Goddard, C. (2007). Intimate partner violence: What are the impacts on children?. Australian Psychologist, 42(1), 66-77.
- Markward, M. J. (1997). The impact of domestic violence on children. Families in Society, 78(1), 66-70.
- Holt, S., Buckley, H., & Whelan, S. (2008). The impact of exposure to domestic violence on children and young people: A review of the literature. Child abuse & neglect, 32(8), 797-810.
- Thornton, V. (2014). Understanding the emotional impact of domestic violence on young children. Educational & Child Psychology, 31(1), 90-100.